هوس المسلسلات..!!!

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

لايزال أعداء الإسلام يكيدون المؤامرة تلو الأخرى ..
ولا يفتأ المهوسون بالحضارة الغربية يستجلبون المخازي والرزايا ليتحفوا بها مجتمعهم ..!!

لكأن مجتمعاتنا بحاجة إلى مزيد من البلايا والفتن ..
أو كأن حواشيها مازالت تتسع لصروف من الخبل والهمجية ..
وعجباً لأولئك الصنف من الناس ..!!
الذين نسفت عقولهم الأوباء ،، وعجباً لأولئك الصنف من الناس ..!!
فلم يدعوا متنفساً لتفكيرهم أو سلطة لأرواحهم على نفوسهم ..
بل تجرعوا سم التقليد الأعمى فأضحى كل واحد منهم لأهوائه أسيفاً ،، وعن الحق صدوفاً ..
ساعتهم تذبح أمام شاشات التلفاز ..!!
ويهرق دمها عند المسلسلات كباراً وصغراً ،، يتحلقون حولها وينصتون لها ..
ووالله لو قرئ القرآن وقيل انصتوا ،، ما أنصتوا ذلك الإنصات ..
ولو أن حلقاً للذكر أقيمت وقيل هلموا ،، ما إجتمعوا ذلك الإجتماع ..
ويا ليتها كانت مسلسلات تنفع أو تنم عن قيمة أخلاقية واحدة ..
إنما هي مشاهد يندى لها وجه الذوق ،، وأحداث قد نفرت منها الأخلاق ..
تشرد عائلي هنا ،، وخيانة ،، فجريمة ..
هناك حب مخزي ،، وتبرج فاحش مثير ..
على هذا الأسس العفيمة أنشئت المسلسلات ..
فأخذت ولم تهب ،، وسلبت ولم تعط ..
أخذت القيم ،، وسلبت الهمم ..

فتياتنا يتعلمن منها كل يوم أن الحب مشروع عفيف ..
وأن مقابلة الشاب أمر طبيعي ..

وشبابنا يتعلمون المهارة في معاكسة الفتيات وعصيان الأهل والتمرد ..

أطفالنا يكتسبون قلة احترام الكبار والرقص والخلاعة ..

كل الشرائح تتعرض لمشاهد جمة من العنف والسيطرة ..

والإحتيال والكذب وهلم جرا ..
إضافة إلى قتل الوقت ،، وإضاعة فرص العمل أو المذاكرة ..
والأشتغال عن الذكر والقرآن الكريم ..

ترى شريحة كبرى منهم يتواثبون متهافتين لبدئها ..
بينما إذا حضرت الصلاة أثاقلوا فقاموا وهم يجرونا أنفسهم جرا ..
وآخرون تذرف عيونهم حزناً على بطل مات ..!! أو زوجة ظلمت ..!! أو طفلة قتلت في المسلسل ..!!
أوما كان أحرى لهذا القلب الحنون أن يرثى لأبطال حقيقيون ما بكت عليهم بواكي ..
وأطفال ما عُلم لهم من مآل ،، ونساء دُنس طهرها الخدور ..!!
أوما كان أجدر به أن يرسل العبرات حين تتلى آيات الله ..؟!
أوما كان أجدر به أن يرسل العبرات حين يذكر رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو يُبتلى بشتى صنوف الأذى والمواجع ..؟!

ومنهم من يُبلس إبلاساً شديداً إن لم يتابع الحلقة الأخيرة ..!!
فيتشبث بهذا ويتعلق بذاك ،، يسأل عن أحداثها ويستفسر عن نهايتها ..!!
حقاً إنها لوقع تئز الوجدان أزاً ..!! وترهق كاهل الضمير الحي ..!!
أناس يهيمون في ديار الغفلة ويستعبرون على مشاهد تمثيلية ..
وآخر محطات أهتماماتهم مصير الشعب المسلم المضطهد ..
ملايين يشردون ويذلون ،، آلاف يقتلون ويغتصبون ويعذبون ،، أعداد لا حصر لها ..
تنسى هموماً وتدفن عذاباتها أمام الشاشة السوداء وبرامجها المسلة ..!!
أو تسألون بعد ذلك عن نصر الله وتأييده ..؟!
أتدرون يا مسلمون من أين تشرق شمس النصر ..؟!
إنها تطلع على أرض من جنوبها إلى شمالها ،، من شرقها إلى غربها ..
مع إختلاف الألوان والأجناس ،، فهي متحدة الأهداف والقيم ..

إنها تطلع على أمة رصت صفوفها تحت راية الإسلام ..
أمة ليست كباقي الأمم ..!!
إنها خير أمة أُخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله ..
هل عرفتم مقصدي وتبينتم مطلبي يا أبناء خير أمة وخير رسول صلوات الله وسلامه عليه ..؟!

هذه المقالة كتبه عام 1424هـ في مجلة الأسرة ..
بقلم بشرى غوراني ..
فماذا نقول عن مسلسلات اليوم ..
وما يخفى عليكم ما يحدث بها ،، بل الغاية التي جلبت لأجلها ..

.. أترك التعليق لكم ..

وفي حفظ ورعاية الله