تاج راسي هي: أم الزوج
التي ربته وسهرت على تنشئته صغيرا
ورعته شابا يافعا
ثم بحثت له عن الزوجة الصالحة له
فكنت ِ أيتها الزوجة
محط قطاره
ومنتهى أنظاره
ففرحت الأم بذلك ودعت لابنها وفلذة كبدها بالتوفيق بل وذرفت ليلة الزواج دموعا
متتابعة هي قطرات من دموع الفرح وسحابة مزن من الدعاء
هذه الأم العجوز الطيبة التي ترفع يديها بالدعاء آناء الليل وأطراف النهار
أتيت ِ أنت ِ أيتها الزوجة التي تغذيت ِ بالمسلسلات والأفلام لتري أن
تلك المرأة كما رسموها لك هي عدوتك اللدودة وخصمك الأبدي
تتمنين موتها وتوغرين صدر أبنها عليها
تكشرين في وجهها وتعبسين لرؤيتها
إن خدمتيها فمنة وتكبر وإن تركتيها فعن هجر وتندر
لماذا لماذا كل هذا؟؟؟؟؟
إن من صفاء التربية وجميل الوفاء أن تحسني إلى كل من ربى وأهتم وعلـّم
هذا الرجل الذي تحبينه
وإن لم تكوني ملزمة بخدمتها أفلا تبحثين عن الأجر والثواب في خدمة والدتك
إنه تفضل منك وإحسان إلى زوج كريم وأم مسلمة
قال صلى الله عليه وسلم (( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ))
أسمحيلي أن أسألك سؤالا أنت ِ صاحبة الجواب فيه :
إذا قامت زوجة أخيك بإيذاء والدتك ماذا ستكون ردة فعلك ؟؟
سوف تقفين ضدها وتحاولين الدفاع عن والدتك أليس كذلك !!
وزوجك عندما يحاول الدفاع عن والدته ما ذا سيلقى منك ؟؟؟
عزيزتي الزوجه:
هناك قضية مهمّة ينبغي أن تعيها الزوجة في حياتها الزوجية وهي:
أن أم الزوج تغار على ولدها غيرة شديدة من زوجته..
لأنها تشعر في قرارة نفسها أن هذه الزوجة جاءت لتسلب قلب ولدها عنها!!
هكذا تنظر والدة الزوج إلى زوجة ولدها..
فينبغي عليك أن تعي هذه النفسيّة التي تسيطر على والدة الزوج في الغالب،
وأن تراعي ذلك في تصرفاتك معها.
ولذلك يجمل بك أن تتحببي إليها،
وأن تشعريها بحبك لها وقربك منها والقيام على خدمتها ورعايتها
ابتغاء للأجر وعوناً لزوجك على البر.
حتى تقبيلك ليدها ينبغي أن تقبليها وأنت تفيضين عليها فيض الحب بهذا التقدير،
ولا تجعليه تقبيل إكراه..
فإن والدته متى ما شعرت أنك تحبينها وتحبين ولدها،
فإن نار الغيرة في نفسها تخبو شيئا فشيئا حتى تطمئن إليك.
وهنا أوصيك بأمور:
1 - أعيني زوجك على البر بوالدته، فكم - والله - من بيت حُرم السعادة الزوجية
والاستقرار الأسري بسبب أن الزوجة لا تعين زوجها على البر بوالديه..
بل تعينه على العقوق بكثرة التشكّي والتذمّر من والديه.
2- لا تشعريه بضجرك من زيارة والدته،
فإنك بهذا تكسبين قلبه وودّه وحبه الذي ينبغي أن تحافظي عليه.
3 - اطلبي من زوجك أن يذهب بك لزيارة والدته.
4 - لا تنسي أن تحملي بين يديك هدية تهدينها لوالدته في كل زيارة
ولو كانت هدية بسيطة جداً.
5 - اسألي زوجك كلما عاد إلى البيت عن والدته واسأليه كيف تركها وماذا ينقصها...
6 - اتصلي عليها كل وقت وآخر لتطمئني عليها.
7 - لا تجعلي الابتسامة تفارق ثغرك حين زيارتها.
8 - لا تكثري كثيرا من الشكوى والتذمّر لزوجك من معاملة أمه لك.
9 - حين زيارتك لوالدة زوجك قومي بشأنها ورعايتها والعمل على
مساعدتها في شؤون بيتها.
10 - صارحي والدة زوجك بأنك تحبينها وأن لها مكانة عظيمة في قلبك.
إنك إن فعلت هذا فزتَِ بشيئين - إن شاء الله -:
الأول:
كسبك لقلب والدة زوجك وحبها لك، فإن المعروف يثمر خيرا كثيراً،
ويكفي من هذا الخير دعوة والدة صادقة لولدها بطيب الحياة والسعادة.
الثاني:
أنك كسبتِ زوجك وحافظتي على الحب بينكما، فإنك تذكرين أنه يحبك حبّاً شديداً،
وهنا لا بد أن تحافظي على هذا الحب لا أن تخسريه من أجل أن تسدي مشكلة والدته...
فليس من العقل أن تخسري حب زوجك الذي منحك إيّاه من أجل أن لا يأتيك من والدته سوء...
** موضوع أعجبني لفائدة عظيمة لكل فتاة مقبلة على الزواج ... ولكل زوجة ..
أدعو الله أن يوفق الجميع ....
ولن يكون التوفيق إلا بنيّة ٍ منا على تقديم الخير والمعروف ...
* العنوان ... ليس الأساسي للموضوع واحترامي ،،،،